القاهرة : حمل السائق الأوراق المطلوبة، وتوجه إلي إدارة المرور بالقاهرة لتجديد رخصة القيادة، وقف أمام الطبيبة لتوقيع الكشف الطبي عليه، كلمتها خرقت أذنيه "إنت عندك كلية واحدة وكمان ملتهبة ومش ينفع أجدد لك الرخصة" صرخ السائق قائلاً طيب وفين كليتي الثانية؟ عاد السائق بالأيام، وتذكر أنه أجري عملية جراحية في مستشفي "الحسين الجامعي" قبل 5 سنوات نجح في الحصول علي الأوراق والمستندات التي تؤكد أنه خرج من غرفة العمليات دون كليته، حرر محضرا بالواقعة واتهم إدارة المستشفي والطبيب الذي أجري له العملية بسرقة كليته ...
بداية الواقعة المؤسفة كانت قبل 5 سنوات عندما شعر السائق أسامة عبده "32 سنة" بآلام في البطن، عاني من الإسهال والترجيع ترك زوجته وطفليه أحمد "5 سنوات" ويوسف "3 سنوات" وتوجه إلي الطبيب، أجري له الفحوصات اللازمة وحدد له الدواء وطالبه بالاستمرار في تعاطي الدواء حتي تتحسن حالته الصحية وتستقر، عاد السائق إلي منزله أخبر زوجته وشقيقه بالألم الذي يزداد يوما بعد الآخر، اصطحباه إلي الطبيب مرة ثانية..
وهناك كانت المفاجأة، طلب الطبيب من المريض الانتظار في الخارج وصارح الزوجة والشقيق بإصابة المريض بورم وحاجته إلي إجراء عملية جراحية لاستئصال الورم وطلب منهم إجراء بعض الفحوصات والأشعة اللازمة له قبل إجراء العملية وبالفعل أجري المريض بعض التحاليل الطبية والأشعة والتي كانت تكلفة أقل أشعة فيها 850 جنيها وفي غضون ذلك سأل المريض زوجته وأخاه لماذا كل هذه التحاليل والأشعة؟ ..
وبحسب صحيفة "المصرى اليوم" أخبراه أن الطبيب يريد أن يطمئن علي صحته وأنها نوع من التحاليل والأشعة التي تحدد الداء حتي يتمكن الطبيب من وصف الدواء المناسب للمريض حتي لا يتكرر التعب ويعود مرة ثانية، اقتنع السائق بكلام زوجته وشقيقه وعاد مع الأسرة إلي المنزل، اتفق شقيقه مع الزوجة علي كتمان حقيقة مرض زوجها حتي لا يتأثر نفسيا خاصة أن الطبيب أخبرهما أن الورم حميد وأن العملية بسيطة، فاختارا أن يخفيا عنه حقيقة مرضه وأخبراه أنها جراحة بسيطة سيجريها له الطبيب بعد أيام لتكون حالته الصحية أفضل بكثير بعدها ..
مرت الأيام وتحدد موعد إجراء العملية وداخل مستشفي الحسين الجامعي، دخل المريض غرفة العمليات ووقفت الأسرة أمام غرفة العمليات في انتظار خروج الطبيب ليطمئنوا علي حالة المريض الصحية مرت ساعات طويلة أجري خلالها الأطباء العملية الجراحية وخرج بعدها المريض والشاش ملفوف حول بطنه سارعت إليه الزوجة وتساءل طفله أحمد ماما هو بابا عامل إيه والشاش ملفوف علي بطنه ليه؟ احتضنت الزوجة طفلها وضمته إلي صدرها وبكت ..
هرول شقيقه "أكرم" إلي الطبيب المعالج حتي يطمئن علي حالة شقيقه أكد له الطبيب أن شقيقه في حالة صحية جيدة وأنها مجرد أيام وسوف يسترد عافيته ويعود للحياة كما كان سابقا، ظهرت السعادة علي وجه الزوجة عندما ألقي عليها شقيق زوجها ما سمعه من الطبيب وقضي المريض أسبوعين داخل المستشفي ثم عاد إلي منزله.. زوجته وأبناؤه وأشقاؤه التفوا حوله في انتظار أن يسترد عافيته ليعود إلي عمله مصدر رزقهم الوحيد ..
مرت الأيام والشهور والسنوات وتحسنت حالة السائق الصحية قليلا بين الحين والآخر يشعر بآلام حادة في البطن وتتجدد الآلام خاصة في نفس موعد إجراء العملية الجراحية له في كل عام مر عليه منذ إجرائها حيث يشعر بالإرهاق والتعب وفي كل مرة تعد له الزوجة كوبا من الينسون والنعناع لتسكين الألم ثم يعود مرة ثانية وهكذا استمرت حياة السائق بعد إجرائه العملية يوما يبكي وآخر سعيد وسط أبنائه ولكنه لا يستطيع العمل لفترات طويلة.. أبناؤه يكبرون يوما بعد الآخر ويريد أن يكون لهم ولو جزءا صغير امن مستقبلهم ..
وقبل أسبوعين قرر السائق أن يعود إلي عمله كسائق مرة ثانية حيث حل موعد تجديد رخصة القيادة وقرر أن يتحمل المرض من أجل الأبناء توجه إلي إدارة مرور القاهرة لإنها إجراءات تجديد رخصة القيادة، حمل أوراقه ووقف في الطابور في انتظار دوره، جاء الدور ووقف أمام الطبيبة وسلم لها الأشعة والأوراق المطلوبة نظرت إليها الطبيبة وعاودت النظر إلي السائق مرة ثانية وهناك كانت المفاجأة الكبري .. ردت الطبيبة قائلة" الكلية اليمني بتاعتك ملتهبة.. وكمان أنت قمت باستئصال الكلية الشمال" .. تعجب السائق ورد "أنا لم أقم باستئصال كليتي"، اندهشت الطبيبة وثار السائق وصرخ وسط الحاضرين مرددا "سرقوني .. سرقوا كليتي" ..
نصحته الطبيبة بالتوجه إلي قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة وإبلاغ رجال المباحث بمن سرقوا كليته، توجه السائق إلي قسم الشرطة بمنطقة الجمالية وحرر محضرا اتهم فيه مسؤولي مستشفي الحسين الجامعي بسرقة كليته وقبل أن تعلم إدارة المستشفي بالبلاغ أسرع السائق وزوجته إلي المستشفي واستطاعا الحصول علي ملف إجراء العملية من داخل المستشفي والثابت فيه أن السائق دخل لإجراء عملية إزالة ورم ولم يجر عملية استئصال كلية ..
إستمعت النيابة لأقوال المجني عليه، قرر أنه أنفق أموالا كثيرة لإجراء العملية وباعت أسرته المحل الخاص بهم لإتمام علاجه وفي النهاية اكتشف سرقة كليته وأكد الضحية أنه لم يتذكر اسم الطبيب الذي أجري له العملية إلا أنه ثابت في ملف المستشفي وأكد الضحية أن "الأطباء استغلوا جهلنا وحالتنا" واستدعت النيابة الطبيب المدون اسمه بالملف، وأنكر صلته بالواقعة وأكد أنه لم يجر تلك العملية ولا يعرف شيئًا عن المريض وقررت النيابة إخلاء سبيله بضمان محل وظيفته ..
وفى النهاية قال السائق "إن المشكلة الكبري أنني الآن لا أستطيع العمل وتدهورت حالتي الصحية والكلية الثانية ملتهبة وبها تضخم لذلك أريد حقي وأن يحاسب المسؤول عن سرقة كليتي في المستشفي خاصة أن الأوراق التي حصلت عليها تؤكد أنني خدعت وسرقت دون علمي أو علم أحد من أسرتي وقد عرضت علي الطبيب الشرعي الذي طلب أشعة بالصبغة حتي يتم تحديد هل هناك كلية أم لا، وحتي يعد تقريرا باللغة العربية خاصة أن الطبيب الذي اتهمته والذي كان يوقع علي الأوراق أنكر أنه أجري العملية ولكنه المسؤول أمامي وأمام النيابة لأن توقيعاته علي الأوراق تثبت أنه المسؤول وكل ما أتمناه أن أعرف من سرق كليتي" ...